الصفحة الرئيسية  رياضة

رياضة استنجد بوجوه جديدة لاستثمار تاريخها : هل ينجو الرياحي من "تسونامي الغضب" في الافريقي؟

نشر في  07 سبتمبر 2016  (11:38)

طيلة أربع سنوات ترأس خلالها قلعة رياضية بحجم النادي الافريقي، أظهر سليم الرياحي الكثير من الارتباك والارتجال الذين طبعا قراراته بشكل كبير ولا يتماشى مع حجم المنصب الذي يتولّاه.
في أثناء ذلك جرّب "الرئيس" كل الحلول الممكنة بالاستنجاد ببعض معارفه من خارج المجال الرياضي وحتى "حاشيته" ليكرّمهم بمناصب خفية وأحيانا علنية صلب النادي.. ورضخ كذلك في وقت ما لسلطة الضغط الجماهيري لينصّب بعض الوجوه المطلوبة من "شعب الافريقي" ولو عن مضض ودون اقتناع منه..كما وظّف الفايسبوك وبعض الحوارات المتزامنة بشكل غريب أحيانا ضمن أكثر من فضاء اعلامي لامتصاص الضغط وجسّ النبض تمهيدا لبعض القرارات..ومع ذلك فان الحصيلة وبلا تحامل ولا تضخيم كانت مؤلمة للغاية بما أن "الكينغ" كما يناديه "جماعة تحت السور" تخلّى في منتصف الطريق عن عشرات المسيّرين..ومنهم من أبعده ثم أعاده لاحقا وهذا ما يثبت دون شكّ أن الفوضى لازمت صنع القرار في حديقة المرحوم القبايلي..
في عهد الرياحي أيضا تعدّدت النزاعات القانونية مع اللاعبين والأطر الفنية..وحصلت عديد الطرائف المضحكة - المبكية حول اختبارات اللاعبين الأجانب وطرق استقدامهم خلسة على شاكلة المهرّبين..ثم التباطؤ وحتى الفشل في تأهيلهم..وهذا كله يثبت أن هنالك "واو" كبيرة ترافق العمل الاداري صلب الجمعية..
كل هذه التفاصيل تثبت أن ما حصل تحت عهدة الرياحي لا يليق بالنادي الافريقي حتى لا نورد وصفا أخر أكثر ايلاما لأحباء الجمعية الذين دفعوا الفاتورة باهضا جراء ما يحصل من ارتباك بات من الضروري ايقاف نزيفه.
سليم الرياحي يبقى دون شك أكثر العارفين بمواطن الخلل في تركيبة المحيطين به والذين تسنّى لأغلبهم -وتحت مسميّات عديدة - نيل سلطة القرار ولو دون حقيبة..وهذا ما جعله يشرع تلقائيا في حملة غربلة ولو جزئية حتى لا يطاله "تسونامي الغضب".
في الأثناء لم تخف جماهير الافريقي انزعاجها من تواصل ما اعتبروه مماطلة من قبل الرئيس في كشف تركيبة هيئته بعدما وعد سابقا أن يتم الاعلان عنها أول أمس على أقصى تقدير..ولكن الرياحي استغلّ جيّدا على ما يبدو التطوّر القانوني الحاصل بالغاء الجلسة العامة لمصلحته..فالساحة خلت من المنافسين..ولا مانع اذن لديه في تمديد حلقات التشويق..
ومع كل ما يحصل من غموض، فان الواضح هو التجاء سليم الرياحي الى بعض الوجوه التي تحظى برصيد من الثقة لدى القاعدة الجماهيرية على غرار سمير السليمي الذي تم تنصيبه مديرا رياضيا، كما يدور حديث في الكواليس عن اسمي مهدي ميلاد ورشيد الزمرلي ضمن التركيبة الادارية القادمة، والواضح أن الرياحي يريد استثمار "نصاعة" تاريخ هؤلاء مع الأحباء لفرض هدنة ولو الى حين..غير أن هذه القراءة تبدو منقوصة خاصة اذا ما استمرّ الحاكم بالمقاليد في الافريقي في نيّته تعيين "رجل الظل" معز مزالي كمدير تنفيذي ..فالرجل فشل سابقا ولا يلقى هوى وترحابا في نفوس "الكلوبيستية" وأمثاله كثّر ضمن الأسماء المزمع الاعلان عنها...
كل هذه المعطيات التي تأتي في ظرف وجيز بالخبر ونقيضه..وتعلن تسمية وتنفيها وسط اصرار لا متناهي من الرئيس على الاستفراد بالرأي، فانها تتطلب منه وقفة تأمل ضرورية لمراجعة الذات والاختيارات حتى لا يضطر الى قضاء أغلب الوقت في الترضيات واخماد نيران الحملات..ويغفل عن الضروري في شتى الاستحقاقات ومنها على وجه الخصوص اعادة "الكرامة" للاعبي فرعي السلة واليد بعد الامعان في تهميشهما..فحال الافريقي لا يقبل مزيد الارتعاش والفوضى في دائرة التسيير قبل المرور الى شواغل أخرى لم تعد تتحمل بدورها مزيد الانتظار لدى الأنصار..


طارق العصادي